حقيقة التنفس التحولي


حقيقة التنفس التحولي


قال تعالى:" وَأَنَّ هَٰذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ ۖ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ۚ ذَٰلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ"..

لوحظ في الفترات الأخيرة كثرة تردد أخوات مسلمات على جلسات ما يسمى بالتنفس التحولي Transformational breath، والذي يبنى على معتقدات بالية متخلفة، وتم تصنيفه بالعلم الزائف من قبل المحافل العلمية والطبية.

وقد لا يكون لدى أغلب الأخوات الممارسات معرفة بمصادر المعلومات التي اعتمدت عليها مؤلفة التنفس التحولي Judith Kravitz، كما لم يحيطوا علمًا بأصول تلك الممارسة ومنابعها ومدى خطورتها!

لذا، سنقوم ببيان أصل التنفس التحولي، وملابساته العقدية والصحية في العرض التالي للكشف عن حقيقته من خلال ما أقرته "جوديث" نفسها في موقع مؤسسة التنفس التحولي:

(1)

اعتمدت  "جوديث" على مصادر مشبوهة للمعلومات، والتي استندت عليها في تأليف ممارسة التنفس التحولي، حيث ذكرت في موقعها أنها دمجت مبادئ مختلفة من دراسات الدكتوراه في الميتافيزيقا ، ويوجا الكونداليني ، وتحليل التنفس ، والعلاج بالأصوات ، ورسم خرائط الجسم ، وغيرها من المبادئ العلاجية والروحية لتطوير التنفس التحولي ، وذكرت أن ذلك هو نظام التدريب العلاجي الأكثر فعالية الذي يُعرف اليوم، ويكفي أنه بالبحث عن السيرة الذاتية لجوديث كراڤتز وجدنا أنها خريجة العلوم اللاهوتية من جامعة تدرس هذه العلوم!

فأي خير يرتجى من ممارسة التنفس التحولي إذا كانت مؤلفته"جوديث" حاصلة على درجة الدكتوراه ليس في العلوم الطبيعية بل في الميتافيزيقيا (علوم ماوراء الطبيعه)، والتي يتخصص فيها دعاة حركة العصر الجديد لترويج الخرافات والشعوذات المستندة على الديانات الوثنية والفلسفات الشرقية، والتي ذكر منها يوجا الكونداليني(الشيطانية)، والعلاج بالأصوات التي لم تثبت طبيا، وغيرها من الممارسات الزائفة.

(2)

في الجزء الخاص بالشهادات والتوصيات: Rinpoche Tulku Thubten

 بوذي تبتي يثني عليها وعلى علمها، ويؤكد أن ماتقوم به هو الطريق المختصر للاستناره! حيث يقول:

 "جوديث كرافيتز هي المعلم الأكثر إثارة للإعجاب لالتقاط الأنفاس الذي واجهته في الشرق والغرب على حد سواء. تقنياتها لديها القدرة على قيادة المرء ليحصل على تجربة تحرير مباشرة على العديد من المستويات. يمكنك تسميتها اختصارًا قصيرًا للتنوير ".

والاستنارة عند البوذيين تعني أن نُصبح بوذاأقصى نمو لكامل إمكانياتنا البشريةوهي الهدف النهائي للبوذية. وهي الشيء الذي بإمكان كل كائن على الأرض تحقيقه.

(3)

تؤكد "جوديث" أن برامج التدريب التمهيدية للتنفس التحولي لاتهدف فقط إلى الحصول على صحة جسدية، بل أيضًا للكمال الروحي! 

واستدلت بذلك على اهتمام الصوفيين الغربيين واليوغيين الهنود والحكماء الطاويين منذ آلاف السنين بالتنفس لبلوغ أعلى مستويات الوعي، وادعت أننا بممارسة التنفس التحولي نصل إلى المستويات الروحية الأعمق من وجودنا..

وبلا شك أن المستويات العليا من الوعي عند الصوفيين والطاويين واليوجيين الهنود تعني التواصل مع أرواح الحكماء والآلهة التي يقدسونها ويتواصلون معها في تأملاتهم، وهذه هي الروحانية التي تشير إليها "جوديث"، فهل ذلك يناسبنا كمسلمين موحدين؟؟

(4)

تؤكد جوديث على أن المعلومات المتوفرة على الموقع هو فقط للمعلوماتية، وليس للأغراض التشخيصية أو العلاجية لأي مرض أو حالة، وأنه لم يتم الإدعاء بإي فوائد صحية محددة، وأنه يجب استشارة الطبيب قبل القيام بالممارسة، وأن المؤسسة تخلي مسؤوليتها عن المخاطر المحتمل حدوثها لمن يستخدم المعلومات حول التنفس التحولي من هذا الموقع ، حيث يتحمل هو كامل المسؤولية عن ذلك.. كما أكدت أن المحتوى لم يتم تقييمه أو الموافقة عليه 

من قبل FDA (إدارة الغذاء والدواء الأمريكية).

وهكذا، نجد أنه بالرغم من أن مؤلفة التنفس التحولي "جوديث" تُخْلي مسؤولية مؤسستها عن إحداث أي ضرر أو مخاطر صحية نتيجة اتباع المعلومات الواردة في موقعها، وتعترف أن ممارسة التنفس التحولي غير مرخصة دوليا، إلا أن المعالجات بهذه الممارسة المشبوهة يدّعين فاعليتها في علاج الأمراض!

 السؤال هنا نوجهه للمراجعات: كيف يسلم المريض نفسه لمن لايحمل أي مؤهلات طبية؟!



(5)

ذكر في الموقع أن التنفس التحولي يهدف إلى التطوير الروحاني Spiritual Expansion، فهو:

١- يعمق التأمل

٢- يقوي الاتصال الإلهي

٣- يوسع الوعي

٤- يطور المواهب الروحانية

٥- يسمح بالتعبير الأكمل عن الحب والفرح


وهذا تأكيد على أن الهدف من ممارسة التنفس التحولي ليس فقط التشافي الجسدي، بل أيضا الدخول في عالم الروحانيات من خلال التأملات العميقة، ومما لا شك فية أن التأمل هو من أشهر الممارسات التي يعتمد عليها أصحاب الديانات الشرقية الوثنية كالهندوس والبوذيين لخوض تجارب روحانية ، والتي تعني لهم التواصل مع أرواح السابقين من الحكماء والمرشدين الروحيين لتحصل لهم الاستنارة، وهذا هو المقصود بالتطور الروحاني، والذي لا يمت بأي صلة بالروحانية في الإسلام..


—————————————————————